يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها عند الصالحين المؤمنين، وقال فيه رب العالمين فى محكم التنزيل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ». صدق الله العظيم «سورة الجمعة».
وفى وصفه قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ..»، لكن الفسقة المارقين لا يرعوون لفضل ولا لسعى ولا خير، وإذ فجأة تنفلت عصبة من شياطين الإرهاب الأسود وتقتل فينا أعز ما فينا، اعز الأحباب، أحباب الله.
هل صلى الإرهابيون الجمعة قبل قتل المسيحيين؟!. أتقتلون أطفالاً ونساء آمنين فى طريق الله، أتزهقون أرواحا وتذهبون إلى صلاة وقيام، أترهقون دماء وتتنادون إلى اعتكاف، أتستحلون الدماء التى حرم الله إلا بالحق فى يوم السعى إلى ذكر الله، أقرأتم القرآن وتدبرتم آياته؟.. قبحكم الله.
الغدر والخسة والدناءة بلغت حد قتل عزل أبرياء، وفى صبيحة يوم طيب مبارك، يوم جمعة، وكأنه مكتوب علينا الحزن طول العام، الإرهاب الخسيس لم يقتل المسيحيين، قتلنا جميعًا، مسلم مسيحى ينزف دما.. كلنا فى الحزن قبط.
من اختار يوم الجمعة يعرف مقصده جيدًا، يعرف هدفه تمامًا، أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون، قتلوهم وهم فرحون بعماد وبركة وصلاة وتسبيح، قتلوا العزل الآمنين فى طريقهم إلى دير الأنبا صاموئيل، رسالة بعلم الوصول، يا نحكمكم يا نقتلكم!!
عد الجروح يا ألم، ويوم تنادى الإرهابيون لحصار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وتناولوا رموز الكنيسة وقدسها بفحش القول، وصلوا قبالتها حصارا، تأكدنا تماما أن الكنيسة وشعبها الطيب المسالم المحب مستهدفين، وأنها ككنيسة وتوابعها من أديرة وقلالى فى الصحراء هدف ثابت فى مخطط هؤلاء، وأنهم يتحينون الفرص بالعزل المسالمين.
ويوم 30 يونيو وانحياز المسيحيين فى قلب المصريين لإزاحة الاحتلال الإخوانى الجاثم فوق صدر البلاد والعباد، صار المسيحيون شعبا وكنيسا فى مرمى الانتقام والثأر عقابا، وطالت ألسنة الإخوان والتابعين ترمى الكنيسة والبابا والشعب المسيحى بما فى نفوسهم من حقد وغل، وتدعو للثأر والانتقام وتتوعدهم فى يوم قريب.
ويوم فض رابعة، اجتاح الإرهابيون الكنائس بطول وعرض البلاد نسفا وتفجيرا وتحريقا، أعلنوها حربا دينية على المسيحيين، حاصروا الكنائس وحرقوها، حرقوا قلوب المسيحيين وهم يرون أيقوناتهم تُحْرق وصلبانهم تكسر ومذابحهم تهدم وسط صياحات ملعونة تؤشر على عنوان مجرميها.
والتحرش الطائفى بالعائلات المسيحية تحت وطأة دعايات طائفية فى المنيا تحديدا ليس ببعيد عن مخلفات الثأر الذى زرعه هؤلاء المجرمون فى نفوس خلاياهم النائمة التى تستيقظ الآن وفى كل نجع وقرية لتثير فتنا طائفية يجرى إخمادها تباعا قبل أن تنفجر كحريق كبير يأتى على الأخضر واليابس.
قتل زوار الدير مجددا وفى موعد معلوم وطريق مخضب بالدماء نموذج ومثال، لا يخرج عن كونه حلقة من حلقات الثأر الذى يستبطنه الإخوان والتابعون للمسيحيين، عقابا على خروجتهم الوطنية فى قلب المصريين، وتماهيهم مع ثورة المصريين على المرشد والتابعين.
هم يعاقبون الشعب المصرى جميعا، الموجة الإرهابية التى تضرب البلاد تباعا ليست عشوائية أو ارتجالية أو من بنات أفكار ذئاب منفردة مطلوقة على المجتمع، مَن يخطط لقتل العزل يوم جمعة، خطط للعملية جيدا وباحترافية، اختيار المكان والتوقيت والضحايا يشى بما هو أخطر.
الرسالة الإرهابية تقول هاأنتم تعاقبون على انحيازاتكم واختياراتكم التى هى اختيار المصريين جميعا، ولكن ياما دقت على الرؤوس طبول، وليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التى يستهدف فيها الإرهاب المسيحيين شعبا وكنيسة، والمسيحيون صابرون يرددون فى صلواتهم كيرياليسون.. كيرياليسون.